جسر البوسفور في اسطنبول: أشهر جسور تركيا

لا يمكن الحديث عن إسطنبول دون ذكر جسر البوسفور، أو ما يُعرف اليوم باسم جسر شهداء 15 يوليو. هذا الصرح الهندسي الفريد لا يقتصر دوره على كونه وسيلة عبور، بل هو رمز يختصر هوية المدينة التي تعانق قارتي آسيا وأوروبا. ومنذ افتتاحه عام 197، صار الجسر واحداً من أبرز معالم تركيا وأكثرها زيارة، جامعاً بين جمال الهندسة وروعة الموقع المطل على مضيق البوسفور.

معلومات عن جسر البوسفور وتاريخه

يُعد جسر البوسفور أول جسر معلق بُني في إسطنبول ليربط بين ضفتي المدينة الأوروبية والآسيوية. بدأت أعمال إنشائه سنة 1970، واستغرقت 3 سنوات بمشاركة أكثر من 35 مهندساً و400 عامل. وقد صمّمه مهندسان بريطانيان هما غيلبرت روبرتس وويليام براون، ليكون بمثابة حل استراتيجي يخفف من الاعتماد على العبارات البحرية التي كانت الوسيلة الأساسية لعبور المضيق آنذاك.

افتُتح الجسر رسمياً في 30 أكتوبر 1973 بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الجمهورية التركية، ليصبح رمزاً للتقدم والنهضة العمرانية في البلاد.

المواصفات الفنية لجسر البوسفور

يبلغ طول جسر البوسفور 1,560 متراً، ما يجعله واحداً من أطول الجسور المعلقة في العالم عند اكتماله. يبلغ عرضه 33.4 متراً، وتعلو أبراجه الحديدية حوالي 165 متراً عن سطح الأرض. أما المسافة بين سطح البحر وأرضية الجسر فتصل إلى 64 متراً، مما يسمح بمرور السفن الكبيرة عبر المضيق دون عوائق.

يعتمد الجسر على تقنية التعليق بواسطة كابلات فولاذية ضخمة مثبتة على الأبراج، ما يمنحه مرونة ضد الرياح والحركة الزلزالية. كما يضم ستة مسارات مخصصة للمركبات، ثلاثة باتجاه آسيا وثلاثة باتجاه أوروبا، بطاقة استيعابية تتجاوز 200 ألف مركبة يومياً.

الاستخدام وأهمية جسر البوسفور

لا يُعد جسر البوسفور مجرد معلم معماري ضخم يربط بين آسيا وأوروبا، بل هو شريان رئيسي لحركة المرور في إسطنبول. يساهم الجسر في تسهيل التنقل اليومي لملايين السكان، وتقليل الاعتماد على العبارات البحرية التي كانت الوسيلة التقليدية لعبور المضيق.

ابدأ المحادثة

تواصل معنا على قناتك المفضلة

تيك توك فيسبوك ماسنجر انستغرام

يلعب الجسر دوراً استراتيجياً في تعزيز النشاط الاقتصادي، إذ يربط المناطق الصناعية والتجارية في القسمين الأوروبي والآسيوي، مما يجعله عنصراً حيوياً في التجارة المحلية والدولية. وعلى الرغم من أهميته، فإن المشاة غير مسموح لهم بالعبور على الجسر حفاظاً على السلامة.

اليوم، يعد الجسر رمزاً لوحدة المدينة وازدهارها، ومقصداً للسياح الذين يرغبون في مشاهدة أحد أبرز رموز إسطنبول الحديثة.

تسمية جسر البوسفور

عرف الجسر منذ افتتاحه عام 1973 باسم جسر البوسفور (Boğaziçi Köprüsü)، نسبة إلى المضيق الشهير الذي يعبره. لكن في عام 2016، وبعد الأحداث التي وقعت في 15 يوليو، قررت الحكومة التركية إعادة تسميته إلى جسر شهداء 15 يوليو، تكريمًا لأرواح الذين فقدوا حياتهم خلال تلك الليلة.

ورغم تغيّر الاسم الرسمي، لا يزال الكثير من السكان المحليين والسياح يطلقون عليه اسمه القديم “جسر البوسفور”، باعتباره جزءًا من الهوية البصرية والذهنية لإسطنبول. هذه الازدواجية في التسمية تعكس عمق ارتباط الجسر بتاريخ المدينة ورمزيته الممتدة عبر الأجيال.

الجسور الأخرى المهمة في إسطنبول

إلى جانب جسر البوسفور (جسر شهداء 15 يوليو)، تضم مدينة إسطنبول مجموعة من الجسور المهيبة التي تلعب دوراً محورياً في ربط القارتين الآسيوية والأوروبية، وتنظيم حركة المرور في واحدة من أكثر مدن العالم حيوية:

جسر السلطان محمد الفاتح (Fatih Sultan Mehmet Köprüsü)

افتتح عام 1988 ليكون الجسر الثاني فوق مضيق البوسفور. يمتاز بطوله البالغ 1,510 متر، ويعد من أهم شرايين النقل في المدينة. غالباً ما يستخدمه السائقون الراغبون في تجنب ازدحام جسر البوسفور.

جسر يافوز سلطان سليم (Yavuz Sultan Selim Köprüsü)

افتتح عام 2016 كأطول وأعرض جسر معلق في العالم آنذاك، بطول 2,164 متر وعرض 58.4 متر. يختص بحركة الشاحنات والمركبات الثقيلة إضافة إلى مسار مخصص للقطارات، مما يجعله عنصراً أساسياً في النقل الدولي عبر إسطنبول.

جسر غلطة (Galata Köprüsü)

يقطع القرن الذهبي ويربط بين إمينونو وكاراكوي. يعد من أبرز الجسور التاريخية في إسطنبول، وهو مكان شهير لصيد الأسماك وللتنزه بين المقاهي والمطاعم المطلة على البحر.

جسر عثمان غازي (Osmangazi Köprüsü)

يقع خارج إسطنبول قليلاً، ويمتد فوق خليج إزميت. يُعتبر رابع أطول جسر معلق في العالم، ويقلص زمن السفر بين إسطنبول وإزمير من 8 ساعات إلى 3 ساعات فقط، مما يبرهن أهميته الاقتصادية والسياحية.

هذه الجسور مجتمعة تعكس مزيجاً فريداً من الهندسة العصرية والتاريخ العريق، وتشكل رموزاً للحياة اليومية في إسطنبول، سواء للسكان المحليين أو للزوار.

رسوم عبور الجسور في إسطنبول لعام 2025

ممتاز 👌 خلينا نكتبها على شكل فقرات متناسقة وسهلة القراءة، ونفصل بين الجانب الأوروبي و الجانب الآسيوي للبوسفور مع ذكر أهم المولات والمعالم السياحية:

أهمية منطقة البوسفور في إسطنبول

يشكّل البوسفور القلب النابض لمدينة إسطنبول، فهو ليس مجرد مضيق بحري يفصل بين قارتي آسيا وأوروبا، بل هو منطقة ساحرة تجتمع فيها الطبيعة بالتاريخ، والتسوق بالترفيه. كلا جانبيه يزخران بمعالم فريدة، تجعل من التجول حوله تجربة لا تُنسى.

الجانب الأوروبي من البوسفور

الجانب الأوروبي يعد الأكثر صخباً وحيوية، حيث تتوزع فيه الأحياء الراقية والمعالم التاريخية العريقة. من أبرز ما يمكن زيارته هنا:

• قصر دولمة بهجة: تحفة عثمانية على الطراز الأوروبي، يشهد على فخامة سلاطين الدولة العثمانية.
• حي أورتاكوي: وجهة مشهورة بمسجدها المطل على المضيق ومطاعم الكومبير (البطاطا المحشوة).
• برج غلاطة: رمز المدينة وأحد أفضل النقاط لمشاهدة أفق إسطنبول.
• مولات قريبة:
  • زورلو سنتر في بشكتاش: واحد من أفخم المولات، يضم متاجر عالمية مثل Apple Store وLouis Vuitton، إضافة إلى قاعات مسرحية وحفلات موسيقية.
  • إستينيا بارك في ساريير: يشتهر بسقفه الزجاجي ومزيج بين المتاجر الداخلية والخارجية.
  • كانيون مول في ليفنت: مول عصري بتصميم معماري مفتوح.

الجانب الآسيوي من البوسفور

الجانب الآسيوي أكثر هدوءاً وأصالة، لكنه لا يقل جمالاً عن الطرف الآخر، حيث تنتشر فيه الأحياء السكنية الراقية والمعالم التاريخية.

• برج الفتاة (Kız Kulesi): أيقونة رومانسية في وسط المضيق، يقصده السياح لتجربة عشاء ساحر بإطلالة بانورامية.
• برج تشامليجا: أعلى نقطة في إسطنبول، توفر مشهداً مدهشاً على البوسفور والقارتين معاً.
• قصر بيليربي: قصر عثماني صيفي بإطلالة مباشرة على المياه.
• مولات قريبة:
  • إعمار سكوير مول: من أكبر المولات في الجانب الآسيوي، يضم متاجر فاخرة وأكواريوم ضخم.
  • أكاسيا مول في كاديكوي: يجمع بين التسوق والسينما والمطاعم الراقية.
  • متروبول إسطنبول في أتاشهير: يتميز بتصميم معماري حديث وأكبر شاشة عرض سينمائي في أوروبا.

أفضل المطاعم والمقاهي المطلة على البوسفور

زيارة منطقة البوسفور لا تكتمل إلا بالجلوس في أحد مطاعمها أو مقاهيها المطلة على المضيق، حيث تمتزج الأطباق التركية والعالمية مع مشهد المياه الهادئة والقصور العثمانية. فيما يلي أبرز الخيارات:

• مطعم أولوس 29 (Ulus 29) – في بشكتاش يُعد من أرقى المطاعم في إسطنبول، يشتهر بأطباقه التركية الحديثة والسوشي، ويستقطب المشاهير ورجال الأعمال.
• مطعم سورتيه (Sortie) – في أورتاكوي وجهة ليلية شهيرة تضم عدة مطاعم ومقاهي في مكان واحد، مع إطلالة مباشرة على جسر البوسفور.
• مطعم فيرييه (Feriye Lokantası) – في أورتاكوي يقع في مبنى عثماني قديم على الساحل، ويشتهر بالمأكولات العثمانية والتركية التقليدية.
• مطعم لبناني بوسبوروس (Leb-i Derya) – في بيوغلو خيار مثالي لعشاق الأجواء الرومانسية، حيث يقدم أطباق البحر المتوسط مع إطلالة بانورامية على البوسفور.
• كافيه بيبك (Bebek Kahvesi) – في بيبك مقهى شعبي تاريخي، يُعد مكاناً مفضلاً للاستمتاع بالقهوة التركية أو الشاي مع منظر غروب الشمس على المضيق.
• كافيه مادو (Mado) – في أوسكودار سلسلة مقاهي شهيرة تقدم الحلويات التركية مثل البقلاوة والآيس كريم، مع إطلالة جميلة على برج الفتاة والبوسفور.

أجمل الفنادق المطلة عالبوسفور في اسطنبول

نصائح من دليل الرحالة

• اختيار التوقيت المناسب: أفضل وقت للاستمتاع بالبوسفور هو وقت الغروب، حيث تنعكس ألوان الشمس على المياه وتخلق مشهداً لا يُنسى.
• جولة بحرية لا تفوّت: لا تكتفِ بمشاهدة الجسر من البر، بل جرّب رحلة بحرية قصيرة أو طويلة بالقارب لرؤية القصور والمطاعم والأحياء المطلة على المضيق.
• المشي في الأحياء المجاورة: لا تفوّت زيارة أورتاكوي، أرناؤوط كوي، وبيبك، حيث المقاهي الهادئة والأسواق الصغيرة.
• المطاعم المطلة على البوسفور: جرّب الأطباق التركية التقليدية مثل الكباب أو السمك الطازج في مطاعم شهيرة كـ “أولوس 29” أو “سورتيه”.
• المولات القريبة: إذا أردت الجمع بين التسوق والإطلالة البحرية، اقصد مولات مثل زورلو سنتر أو إستينيا بارك، حيث تجتمع الماركات العالمية مع جلسات رائعة.
• التنقل: استخدم الميترو أو العبارات البحرية لتجنب الازدحام المروري عند الجسر، خصوصاً في ساعات الذروة.
• التصوير: لا تنسَ كاميرتك أو هاتفك بجودة عالية، فالبوسفور أحد أجمل الأماكن لالتقاط الصور التذكارية في إسطنبول.